لف وارجع تاني

وصلنا لفين؟؟ هي سؤال بيطرحه كل مصري دلوقتي سواء كان مؤيد اوضد الثورة وهو سؤال بسيط عن مدى التخبط الثوري اللي وصلناله اولا حبدا بتحليل باسباب ضعف الكيان الثوري وبعد كده حكمل تحليل.

من يوم 25 يناير والثورة نزلت تقول (عيش-حرية-عدالة اجتماعية) واقصى شخصية كان مرجو اسقاطها هي حبيب العادلي بذاته فقط مش حسني مبارك ولو فهم المجلس الاعلى ازاي اندلعت الثورة (اللي اسبابها مازالت قائمة بل ازدادت) حيفهم انه لا مفر من ارادة الشعب لما نزلنا في اسكندرية كنا 25 في 3 مناطق بيهتفو بالكرامة والحرية والعيش والعدالة (مكنش في هتاف ضد حسني مباشرة)  وتم حشد صغير جدا على المظاهرات وبالفعل الناس استجابت (ماعدا انصار حزب الكنبة + انصار "انا مالي منا في حالي") ونزلنا وهتفنا ولما اصطدمنا بالامن المركزي (اللي رجع تاني) حصل اننا ضربناه وفتحنا الطريق للمظاهرات وتم بالفعل تصعيد الهتافات "الشعب يريد اسقاط النظام" يعني من الاخر الثورة مش ثورة فيس بوك ولا تويتر ولا عيال سيس لا ده ثورة ناس عاشت 30 سنة ذل وقهر وحرمان من خير بلدهم وحصلت الثورة وجه يوم 29 يناير (وفي نظري اليوم ده كان اهم من يوم 28) وهو كان حيغير سكة الثورة ب180 درجة ليه ؟ لان ببساطة كان ممكن ائتلاف شباب الثورة يعمل وقتها مجلس وزراء من 5 وزراء لكنه قرر يحط الثورة في خانة رد الفعل وليس الفاعل وهو ما انتهجته الثورة من بعد يوم 28 وطبعا كلامي ده مش تخوين ولا تشويه لطرف لا ده تقييم وانتقاد بسيط المهم وعدت الايام وكان ادامنا  شهر يناير كله للتصعيد لكن الائتلاف قرر انه يحصر الثورة في الميدان وده اللي استغله احمد شفيق وتم ضرب الثورة يوم معركة الجمل وكادت ان يتم تهميشها اعلاميا بقوة وجعلها مظاهرات لولا ان في اطراف في الثورة دعت لعصيان مدني واعتصامات في كل مصر وحصل بوادر انقسام في الجيش وكل ده ادى لسقوط حسني مبارك ومن هنا فقدت الثورة زمام المبادرة بعد سقوط مبارك الى يومنا هذا واصبح المجلس الاعلى منعزل عن الشباب وقرر عزلهم وتقييد الحرية والاعلام واعادة الدولة البوليسية تحت سلطة العسكر.

ده ملخص كمقدمة لاحداث الثورة الى الان والاستنتاج منه في خانة سلبيات الثورة هي :

1- ائتلافات الثورة اللي بتتحدث ضمنيا باسم الثورة وتشويهها لسمعة الثورة

2- صنفنا نفسنا في خانة رد الفعل.

3- لم نعين وزارة في وقت كان الاجماع الشعبي والسلطة للشعب متاصلة في الشارع .

4- لم يتم وضع وثيقة كدستور مبسط يدعم الحريات ويحفظ الحقوق وينظم عمل المرحلة الانتقالية اقصد داخل الميدان.

5- سعي تيارات لتهدئة الثورة واخمادها في سبيل سرعة الوصول للانتخابات والاستئثار بالدستور .

6- عدم وضع خطوات او اليات تاتي الحكومة الانتقالية عشان تشتغل بيها بدل حالة الميوعة والالتفاف على الشعب والمطالب.

7- والاهم ترك الميدان واختزال الثورة في شخص بعينه وهو حسني ورجالته .

اعتقد ده اهم اخطاء وقعت الثورة  فيها وكل ده ادى لتضائل المد الثوري في الشارع وانحصاره في معظم الاحيان والحلول المطلوبة سهلة ومتاحة جدا زي :

1- اول حل واهم واحد فيهم النزول للتحرير لانه هو ده مجلس الشعب بتاع الثورة .

2- وضع صيغة للمطالب بحيث تضمن تشكيل مجلس رئاسي مدني او حتى مجلس شعب مؤقت من اشخاص مرشحين من التحرير والمحافظات وقيادات العمال والفلاحين والمراة والشباب وتضع صلاحيات التشريع والاقرار في ايد المجلس وجلساته علنية واسناد له اختصاصات الرئيس الجمهورية .

3- وضع لجنة تاسيسية لوضع دستور جديد او لو تم الاختلاف عليه وضع لجنة تاسيسية لثوابت دستور جديد .

4- وضع وثيقة او ميثاق حقوقي ويتم تشريعه ولا يتم المساس به .

5- استقلال القضاء والطب الشرعي والنيابة العامة.

6- حل المجلس الاعلى للشرطة والجيش واعادة انتخابهم بعد تطهيرهم على ايد اشخاص مختارين من داخل المؤسسات مع وضع لجان رقابة مدنية على كل اجهزة الدولة .

7- تشكيل لجنة لاقرار العدالة الاجتماعية ووضع خطة للعدالة الاجتماعية .

8- حل المجلس الاعلى للاعلام والصحافة واتحادات النقابات واسناد اختصاصاتها لاشخاص معينين من المجلس الشعبي او الرئاسي وتشكيل لجان مدنية لمراقبة واقرار التطهير.

9- اقالة كل الوزراء ورئيس الوزراء بعد فشله في اقرار مبادئ الثورة .

10- وضع قانون يمنع كل من اخد منصب شرطي او عسكري او حزب وطني ان يمنع من انتخابات البرلمان .

11- الغاء لجنة الاحزاب واطلاق حرية الاحزاب حرفيا.

- واخيرا نصيحة للائتلاف "العمل الثوري يختلف عن العمل الاجتماعي لانه محتاج راي قوي وفعل مش صفحة فيس وشجب وادانة".

- كل ده طبعا سلبيات الثورة وحلولها وفي السطور اللي جاية حقيم المجلس العسكري ونشوف على انهي سكة مودينا....

من يوم ما مسك المجلس الاعلى وهو كان محط تسال وخلاف بين اراء الناس لكن الشهادة لله الغلابة كانو مؤيدين بقوة وبشغف للمجلس الاعلى (وده طبعا عن خلفيتهم لما جه عبد الناصر واقر عدالة اجتماعية صورية وان كانت زائفة وفاسدة) المهم قالو نديه فرصة ونشوف المجلس حيعمل ايه (وطبعا ماكلش معاهم كلام العجلة ولا البسكلتة) لان العجلة واقفة في مصر عند 40% من الشعب وكل هليلة الاعلام ماهي الا اصوات متعالية للراسماليين وحزب الكنبة وكلهم في دائرة مفرغة لان محدش بياكل من كلام العجل والانتاج الا الطبقة ده وللاسف مازال غباء مخاطبة الشعب على انه خرفان (وهو مؤشر بهجة بالنسبة ليا لان الثورة جت من التهميش والاستخفاف والقمع) وال3 صفات دول متوفرين في المجلس وبرتم اعلى من رتم حسني بنفسه وده مؤشر مش حلو مش عشان الشعب لا عشان المجلس اللي قرر يفتح قناة جديدة ويحجب الحريات على النت والصحافة واي حاجة تنفع قبلها كلمة ثورة اكانت ثورة في الجامعات او الاعلام او الشرطة او الجيش نفسه (مع انها سلمية) او حتى ثورة عمالية لابسط الحقوق.

المهم عندي بقا في ده كله ان المجلس عاد للقمع بقوة وسقط قناع العفة عن المجلس وانصاره وحصل استقطاب في الشارع المصري ما انذر بوجود تيار ثوري متقد وتيار نظام فاسد واحداهما يفقد ثقة المجتمع اسرع من سقوط كرة الثلج حيث خان كل ما وعد به من حرية ومراعاة العمال والفلاحين والعدالة الاجتماعية وهيكلة "مؤسسة النفاق المصري" (الاعلام) واقرار الدولة المدنية ويوم عن يوم الناس بتفقد الامل في حاجتين ثورة 25 يناير "السلمية" ووعود المجلس الاعلى وهو ما اتحدث عنه واختصره بكام كلمة "المرحلة الثانية من الثورة" واي دارس تاريخ يعرف ان الثورات مراحل ويعرف ان اللي بيدخل الكتب ودائما التحول لصالح ارادة الشعب ولو بعد حين.....

راعيت في الكتابة نسيان تاريخ كل الاطراف وقراءة لمستقبل الثورة بنائا على الافعال الحالية لكل الاطراف سواء اكانت الثورة او المجلس الاعلى.