Aug 13, 2012

خارج اللعبة ام خارج الصورة,,,,حاوريني يا كيكة

تفاجأ الشارع عصر اليوم بقرارات الرئيس مرسي "الثورية" (على حد وصف انصاره) حيث "اقال" (كما يدعي مرسي) سامي عنان قائد الاركان والمشير طنطاوي و فيما يتم تداوله على قنوات موالية للنظام "الهجين" العسكري و الاخواني كالجزيرة مثلا, حيث وصلت الى ان الرئيس محمد مرسي امر بالقبض على المشير وعنان هذا ما نفاه العصار حيث اكد ان ما حدث من تنقلات وتغيرات كانت بالتراضي.

ينير هذا التصريح ضوء صغير في غرفة مليئة بظلمات الاعلام الموجه, اذا كان التراضي هو سيد الموقف فمن المستفيد و من المتحكم ومن المسيطر على الوضع, نعود بالزمن للوراء حيث يبدأ مرسي بتشكيل الوزارة و يلقنه المشير اخبارية يوضح فيها "انا خط احمر" فيرضخ مرسي ويغير الوزارة كلها ويترك المشير قابع كما هو في وزارة الدفاع - وهي ما يختلف تماما عن المجلس العسكري - , ثم ياتي مرسي بعد بضعة ايام ليقول "انا غيرت المشير والصبي بتاعه صقفولي" السؤال : لو ان لك القدرة على تغيره فلماذا تركته من البداية؟! هل لان هيبة المشير سقطت فجأة ام ان المشير اتضح له ان ادارة "التايكون الاقتصادي العسكري" وهو ما يمثل اكثر من 40% من الاقتصاد المصري صعبة مع تحمله منصب سياسي كوزير الدفاع, فهو لن يسلم من القيل والقال واتهامات الغير له وهلفطة الشعب والبلطجية فقرر ان يستدعي محمد مرسي ويوضح له انه معتزل ولكن بارادته, انه سوف يخرج من اطار الصورة و لكن ليس من اللعبة.

الكثير يتسال وكيف بعد ان يقال المشير وصبيه يستطيع ان يتحكم في اللعبة وهل صحيح تركها له المشير ام انتزعها مرسي "الثوري" الحقيقة ان قرار مرسي كان يخص المشير وعنان بعد ما اخد "الاوردر" من عنان والمشير, حيث ان هذا التنقل لم يكن اول تنقل لعضو من اعضاء المجلس العسكري بيحث عن "الخروج من الصورة ولكن ليس اللعبة" حيث بدا المجلس العسكري سياسة المستشارين منذ فترة ليست بقصيرة حيث اخرج اللواء عتمان من الشئون المعنوية وبقي كما هو عضو في المجلس الاعلى للقوات المسلحة, لياتي بعده اللواء حمدي بدين ليصبح مستشارا ويبقى كما هو عضو في المجلس العسكري, وماميش ليخرج ويصبح عضو منتدب وليبقى في المجلس الاعلى للقوات الملسحة ايضا, والان آن اوان ان يصبح المعلم وصبيه خارج الاطار بعد ان "رستأوا" اوضاع الصبيان واطمنو عليهم, فلا حاجة للدور السياسي للمجلس العسكري ولا حاجة لوضعه في الصورة - فلماذا يدفع جنيه فأبو بلاش - حيث يستطيع المجلس ان يدير مصر واستثماراته بدون حاجة لتمثيل سياسي في الدستور - و من امتى حد بينفذ الدستور في مصر - ولا حاجة له ان  يكون طرف في معادلة يستطيع ان يكون هو -ربها الاعلى- فهو صاحب السلاح والمال والنفوذ وهو ما يكفي في تركيبة مصر السياسية المقسمة كالحارة فلا يجب ان يكون غني وبيلبس بدلة عشان يدير مصر يكفي انه يكون بلطجي مسلح بنفوذ وسيط عالي.

ولو ان صحيح المرسي كان له القدرة على الغاء الاعلان الدستوري فلماذا لم يستطيع ارجاع البرلمان المصري وتم تهديده بالاعلان الدستوري فهل صحيح ان المجلس العسكري اعطى الضوء الاخضر لمرسي ليلغي الاعلان الدستوري الذي وقف عقبة في وجه المرسي في عودة البرلمان ولوحت به المحكمة الدستورية لاقالته,من اعطى مرسي هذه الشجاعة؟!.

 ام ان وقت التغير والحكم من خلف الستار قد حان والمعلم وصبيانه قسمو الفتة بين قوسين "التحول لمدنية الدولة" ؟! 

واضح تماما ان ما يحدث ليس خطة لمرسي لتصفية العسكر ولا هي صفقة تضمن خروج امن للعسكر من المرحلة الحالية, بل هي صفقة متبادلة المنفعة وضعت خطتها بعد احداث ماسبيرو وفي حيز التنفيذ منذ ما يقارب السنة ومرسي بيدق من بيادق النظام لذلك وجب اضفاء ثورية وشجاعة على مرسي ليتم التغطية على اثارها حتى لا تنكشف وهي خطة "انتهاء ازدواج السلطة" يخرج فيها لواءات الجيش السفاحين متنصلين من جرمهم ليتفرغو من منصب الدولة وهموها و ازمة ازدواج السلطة ليتركو الساحة للاخوان او حتى الفلول او حتى اي طرف ثالث يستطيع ان ينجح في صراع الشارع, قد يفرح كثيرين بهذه الخطوة وقد يحزن كثيرين, وقد يفهم الاخرين بان ما يحدث لا يدل على سلطة مرسي بقدر ما يدل على ان العسكر قدم تنازل ضخم وهو المواطن المصري وقدمه للفاشية الدينية لتمرمغه في التراب وليذهب هو الى حاله.

لا يمكن باي حال من الاحوال ان يكون انتهاء ازدواج السلطة دليل غير على ان الاخوان المسلمون اخذو الضوء الاخضر للبدء في تناول "الفتة" التي يسعون اليها بكل ميكافيلية, حيث هم ياكلون من امامهم ولا يتعدون على ما هو اما العسكر, فالمجلس العسكري باقي بكل افراده وكل فروعه, وما حدث هو فصل الدولة عن المجلس العسكري, و لاول مرة بعد عدة قرون اصبح للدولة المصرية مرة اخرى "اله" فلا هو جعل نفسه طرف ثالث ولا حتى رابع, هو يامر او يراقب "لغ المعازيم الجدد" في الفتة.

ايها السيدات والسادة مرحبا بانتهاء ازدواج سلطات الدولة, مرحبا بمرحلة جديدة من الثورة المصرية التي رُكبت وقسم فيها كل طرف مصالحه, مرحبا بمرحلة جديدة من الراسمالية وهي اسوء انواعها حيث ما ستعيشونه مع الراسمالية الدينية النيوليبرالية لا يقارن بالراسمالية الكلاسيكية التي حاول الحرس القديم في الحزب الوطني الابقاء عليها داخلا في صراع مع "شلة جمال مبارك" ان ما يحدث الان هو انه اصبح لدينا دولة نيوليبرالية فاشية, وما تقدمه هذه الدولة سوف يكون اكثر الانواع تطرفا من الاستغلال والقمع للشعب.

No comments: